غُصْنُ الزَيِتُونِ لا يَمُوتْ !
أيُّ وَجَعٍ يسْبِقُ فتْرةً النقَاهَةٍ الطَوِيلَة !
- أُمِّيْ ، متَىْ تُسَابِقُ سنْوَاتِيْ أيَّامِيْ حتَىْ أغْدُوْ كَبِيرَةً تَعِيشُ لِتُقَاتِلْ ،
تُقَاتِلُ حتَّىْ تَمُوتْ ، تَمُوتُ .. وَ يحْيَا الوَطَنْ !
- أبقِيْ علَى أحْلامِ وَالِدِكِ فِيْ سَيرِ تعْلُّمِكِ ..
سَوفَ تكْبُرِينَ ، وَ يكْبرُ الحُلُمْ ، وَ تبْلُغُ الطَبِيبَةٌ الصَغِيرَةٌ سِنَّ الرُشْدِ .
- لا أُرِيدُ أنْ أتعَلَّمْ ، أرْغَبُ فِيْ الإنْطِلاقِ وَ أنَا أحْمِلُ فِيْ يَمِينِيْ حجْرًّا ، وَ فِيْ الأخْرَىْ حمَامَةٌ لَقِيتْ حتْفهَا قبْلَ دَقِيْقَتَينِ
- رُوَيْدَكِ , رُوَيْدَكِ ..
أبْقِيْ علَىْ الحُلُمِ ، أبقِيْ علَيهْ !
أُغَادِرُ مُسْرِعةً أرْضَ الحِوَارْ
يُسْمَعُ دَوِّيُّ إغْلَاقِ بَابِ الغُرْفَة
وَ وَ وَ .. سقُوطِ قَذِيفَة !
أُتَمْتِمُ :
مهَا لنْ تَكُونَ طَبِيبَةً ، سَوفُ تُزَاحِمُ مَسِيرَةً الشُهدَاءِ
فَ تفْخَرُ بِيْ عسقلانْ ، وَ يفْخَرُ بِيَّ الوَطَنْ .
اُسْنِدُ ظَهْرِيَّ علَى زَاوِيَةٍ البَابِ ، أسْمَعُ صَوتَ نَحِيبٍ يُؤلِمُنِيْ ..
وَ همْسُ يُرَدِّدْ :
اللَّهُمَ يَا رَبّ ، أمْطِرْهَا بِالرِضَا علَى مَا اخترنَاهُ لهَا !
أتبَاطَأُ فِيْ خُطَايْ ، أ لهُمْ فِيْ ذَلِكَ مَآرِبُ أُخرَىْ ؟
صَوْتُ خُطَىْ أُمِّيْ يتْبَعُنِي ، يَنحَتُ كِبرَ السِّنِ فِيْ وَقْعِهِ :
بُنَيَّتِيْ ، أتُدْركِينَ قِيمَتَكِ إنْ حقَقْتِ مَا أردْنَا ؟
لا أرْغَبُ أنْ تَكُونِ سَاخِطَةً علَى مَا اخترْنَاه ..
- يَا أُمِّيْ ، أخبَرْتُكِ بأمُنِيَتِيْ
هَذا كُلُّ شَيءْ !
- وَ مَنْ قَالَ أنَّ الطِبَّ سَيمْنَعُكِ عَنِ الأمَانِي الّتيْ تلُفُّ مُخَيلَتكِ
ثُمَّ أنَّكِ " سَتضْرِبِينَ عُصْفُوَريِنِ بحجَرٍ وَاحِدْ " !
- وَ كَيفَ لِيْ ذَلِكْ ؟
- يَا ابْنَتِيْ ، لا تزَالِينَ صَغِيرَةً
سَتفْهَمِينَ كُلَّ شَيءٍ عمَّا قَرِيبْ !
،
ضَجَّةٌ تُحِيطُ المكَانْ ، أصْوَاتُ سيَّارّاتِ الإسْعَافِ تضْمَّحِلُّ أمَامَ صرخَاتِ المُوجَعِينْ ، وَ المُسْتَغِيثِينْ
سيَّارَةٌ تَشُقُّ الطَرِيقْ ، تتَوَقَّفْ !
وَ تخْرُجُ فتَاةٌ تُهَرْوِلُ نحوَ الأجسَادِ المُلقَاةٍ علَىْ الأرْضِ ، يغْرَقُونَ فِيْ بحْرِ دِمَائِهُمُ الطَاهِرَة .
تَحْمِلُ طِفْلًّا يَحتَضِرْ ، وَ يُمْسِكُ بِيَدِهِ شَيئًّا مَا يَنْتَفِض .
يَقِفُ أمَامَ نَاظِرَيِهَا جُثَّةً نَتِنَة ، رُغمَ أنَّ الحيَاةً تَدُّبُّ فِيهَا !
يُصَوِّبُ إليْهَا بِبُنْدُقِيَّةٍ سوْدَاء ،
تتلَفَّتُ سَرِيعًّا ، تلْتَقِطُ حجْرًّا مَرْمِيًّا
يصْرُخُ أحدَهُمْ :
مهَااا ، اِحذَرِيْ !
ترْفَعُ رَأسهَا بِسُرعَةٍ لا تُوَازِي سُرْعةَ الرصَاصَةٍ الَّتيْ انطَلَقَتْ
ثُمَّ ،
تسْقُطُ علَى الأرْضِ تحْمِلُ فِي يَمِينِهَا حجرًّا ، وَ فِي الأُخرَى طِفْلٌّ يحْتَضِنُ حمَامَة !
. . مِنْ رُوحْ : لُبنَى المُديْفرْ ()
" آسستغفر الله العظيم وآتوب إليه "